الاثنين، 5 أغسطس 2013

صلاتنا اليوم

بسم الله الرحمن الرحيم ...

بدأ يراودني احساس بأن صلاتنا اليوم باتت مجرد عادات وتقاليد نقوم بها لاننا فقط نقوم بها .. 

وهذا ليس المعنى السامي للصلاة بكونها صلة العبد بربه ...

حتى الذهاب الى المساجد اصبح كالذهاب الى الكنيسة عند البعض للقيام بطقوس والخروج من المسجد ونسيان الذي حدث في الداخل .

حياتنا التعبدية اصبحت كتجربة حزينة تنسيها لنفسك , او بالاحرى تتحاول التخلص منها ..

في ظل الضغوط التي تمارس على هذه الامة , وما يحدث في شتى بقاع الارض من محاولات تجريد الامة الاسلامية من معانيها الروحية التي هي اساس قيام ديننا , فالاسلام هو الوحيد الذي يستطيع البشر ان يعشو فيه بطبقة واحدة لانه جعل مقياس التفاضل بين الناس هو التقوى التي تستلزم الشعور والخشوع والتأثر بالعمل والحس الدائم بمراقبة الله لنا ...

الأربعاء، 31 يوليو 2013

حجر بن عدي


حجر بن عدي 


ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية ص: 463 ] الكندي ، وهو حجر الخير ، وأبوه عدي الأدبر . وكان قد طعن موليا ، فسمي الأدبر ، الكوفي ، أبو عبد الرحمن الشهيد . له صحبة ووفادة .  



قال غير واحد : وفد مع أخيه هانئ بن الأدبر ، ولا رواية له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع من علي وعمار 

روى عنه : مولاه أبو ليلى ، وأبو البختري الطائي ، وغيرهما . 

وكان شريفا ، أميرا مطاعا ، أمارا بالمعروف ، مقدما على الإنكار ، من شيعة علي رضي الله عنهما - . شهد صفين أميرا ، وكان ذا صلاح وتعبد . 

قيل : كذب زياد بن أبيه متولي العراق وهو يخطب ، وحصبه مرة أخرى ، فكتب فيه إلى معاوية فعسكر حجر في ثلاثة آلاف بالسلاح ، وخرج عنالكوفة ، ثم بدا له ، وقعد ، فخاف زياد من ثورته ثانيا . فبعث به في جماعة إلى معاوية 

قال ابن سعد كان حجر جاهليا ، إسلاميا . شهد القادسية . وهو الذي افتتح مرج عذراء ، وكان عطاؤه في ألفين وخمسمائة . ولما قدم زياد واليا ، دعا به ، فقال : تعلم أني أعرفك ، وقد كنت أنا وأنت على ما علمت من حب علي ، وإنه قد جاء غير ذلك ، فأنشدك الله أن يقطر لي من دمك قطرة ، فأستفرغه كله ، أملك عليك لسانك ، وليسعك منزلك ، وهذا سريري فهو مجلسك ، وحوائجك مقضية لدي ، فاكفني نفسك ، فإني أعرف عجلتك ، فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك ، وإياك وهذه السفلة أن ص: 464 ] يستزلوك عن رأيك ، فإنك لو هنت علي ، أو استخففت بحقك ، لم أخصك بهذا . فقال : قد فهمت . وانصرف . 

فأتته الشيعة ، فقالوا : ما قال لك ؟ فأخبرهم . قالوا : ما نصح . فأقام وفيه بعض الاعتراض ، والشيعة تختلف إليه ، ويقولون : إنك شيخنا وأحق من أنكر ، وإذا أتى المسجد ، مشوا معه ، فأرسل إليه خليفة زياد على الكوفة عمرو بن حريث وزياد بالبصرة - : ما هذه الجماعة ؟ فقال للرسول : تنكرون ما أنتم فيه ؟ إليك وراءك أوسع لك . فكتب عمرو إلى زياد إن كانت له حاجة بالكوفة ، فعجل . فبادر ، ونفذ إلى حجر عدي بن حاتم ، وجرير بن عبد الله ، وخالد بن عرفطة ، ليعذروا إليه ، وأن يكف لسانه ، فلم يجبهم ، وجعل يقول : يا غلام ! اعلف البكر . 

فقال عدي أمجنون أنت ؟ أكلمك بما أكلمك ، وأنت تقول هذا ! ؟ وقال لأصحابه : ما كنت أظن بلغ به الضعف إلى كل ما أرى ، ونهضوا ، فأخبروازيادا فأخبروه ببعض ، وخزنوا بعضا ، وحسنوا أمره ، وسألوا زيادا الرفق به ، فقال : لست إذا لأبي سفيان ، فأرسل إليه الشرط والبخارية ، فقاتلهم بمن معه ، ثم انفضوا عنه ، وأتي به إلى زياد وبأصحابه ، فقال : ويلك مالك ؟ قال : إني على بيعتي لمعاوية فجمع زياد سبعين ، فقال : اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه ، ثم أوفدهم على معاوية ، وبعث بحجر وأصحابه إليه 

فبلغ عائشة الخبر ، فبعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى معاوية تسأله أن يخلي سبيلهم ، فقال معاوية لا أحب أن أراهم ، هاتوا كتاب زياد ، فقرئ عليه ، وجاء الشهود . فقال معاوية اقتلوهم عند عذراء ، فقال حجر ما هذه القرية ؟ قالوا : عذراء قال : أما والله إني لأول مسلم نبح كلابها ص: 465 ] في سبيل الله ، ثم أحضروا مصفودين ودفع كل رجل منهم إلى رجل ، فقتله . 

فقال حجر يا قوم ، دعوني أصلي ركعتين ، فتركوه فتوضأ ، وصلى ركعتين ، فطول ، فقيل له : طولت ، أجزعت ؟ فقال : ما صليت صلاة أخف منها ، ولئن جزعت لقد رأيت سيفا مشهورا ، وكفنا منشورا ، وقبرا محفورا . وكانت عشائرهم قد جاءوهم بالأكفان ، وحفروا لهم القبور . ويقال : بلمعاوية الذي فعل ذلك . وقال حجر اللهم إنا نستعديك على أمتنا ، فإن أهل العراق شهدوا علينا ، وإن أهل الشام قتلونا . فقيل له : مد عنقك . فقال : إن ذاك لدم ما كنت لأعين عليه . 

وقيل : بعث معاوية هدبة بن فياض ، فقتلهم ، وكان أعور ، فنظر إليه رجل منهم من خثعم ، فقال : إن صدقت الطير ، قتل نصفنا ، ونجا نصفنا ، فلما قتل سبعة ، بعث معاوية برسول بإطلاقهم ، فإذا قد قتل سبعة ، ونجا ستة ، وكانوا ثلاثة عشر . 

وقدم ابن هشام برسالة عائشة ، وقد قتلوا ، فقال : يا أمير المؤمنين أين عزب عنك حلم أبي سفيان ؟ قال : غيبة مثلك عني ، يعني أنه ندم . 

وقالت هند الأنصارية وكانت شيعية إذ بعث بحجر إلى معاوية 
ترفع أيها القمر المنير ترفع هل ترى حجرا يسير     يسير إلى معاوية بن حرب ليقتله كما زعم الخبير 
تجبرت الجبابر بعد حجر     فطاب لها الخورنق والسدير 
ص: 466 ] وأصبحت البلاد له محولا     كأن لم يحيها يوما مطير 
ألا يا حجر حجر بني عدي     تلقتك السلامة والسرور 
أخاف عليك ما أردى عديا     وشيخا في دمشق له زئير 
فإن تهلك فكل عميد قوم     إلى هلك من الدنيا يصير 


قال ابن عون عن محمد ، قال : لما أتي بحجر ، قال : ادفنوني في ثيابي ، فإني أبعث مخاصما 

وروى ابن عون عن نافع ، قال : كان ابن عمر في السوق ، فنعي إليه حجر ، فأطلق حبوته ، وقام ، وقد غلب عليه النحيب 

هشام بن حسان عن محمد ، قال : لما أتي معاوية بحجر ، قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! قال : أو أمير المؤمنين أنا ؟ اضربوا عنقه ، فصلى ركعتين ، وقال لأهله : لا تطلقوا عني حديدا ، ولا تغسلوا عني دما ، فإني ملاق معاوية على الجادة 

وقيل : إن رسول معاوية عرض عليهم البراءة من رجل والتوبة . فأبى ذلك عشرة ، وتبرأ عشرة ، فلما انتهى القتل إلى حجر ، جعل يرعد . 

وقيل : لما حج معاوية ، استأذن على عائشة ، فقالت : أقتلت ص: 467 ] حجرا ؟ قال : وجدت في قتله صلاح الناس ، وخفت من فسادهم 

وكان قتلهم في سنة إحدى وخمسين ومشهدهم ظاهر بعذراء يزار . 

وخلف حجر ولدين : عبيد الله ، وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير الأمير ، وكانا يتشيعان . 

الأحد، 28 يوليو 2013

هذا شخص عندما مات فرحت أوربها كلها ولم تتوقف أجراس الكنائس … هل عرفته ؟؟

هذا شخص عندما مات فرحت أوربها كلها ولم تتوقف أجراس الكنائس … هل عرفته ؟؟


542188
هل سمعتم عنه !! إن التاريخ يتحدث عنه وليس أنا حين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج .. حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور .. ونام عليه ومعه زوجته متكئه يملاهم نشوة موت .!!

قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب .. وقال الفونسو : -
( أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! ) .. وجلست على قبر اكبر قادتهم . فقال احد الموجودين :- ( والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار ) !!..



فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت : – ( صدق المتحدث أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله إن هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته . . والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك ) ..



الحاجب المنصور ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس .. دخل متطوعا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش .. خاض بالجيوش الإسلامية 50 معركة انتصر فيها جميعا .. ولم تسقط ولم تهزم له راية .. وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط .. اكبر انتصاراته غزوة ‘ ليون ‘ حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون .. فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية ..




كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل ارض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة و أوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب .. كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم لقد حاربهم 30 سنه مستمرة قتالا شديدا لا يستريح ابد ولا يدعهم يرتاحون .. كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب .. كان يدعوا الله أن يموت مجاهدا لا بين غرف القصور .. وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا .. كان عمره حين مات 60 سنه قضى منها 30 سنه في الجهاد والفتوحات .. ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالدا مع أسماء الإبطال في تاريخ المسلمين .. وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق( جبال البيرينيه)

هل عرفتم لماذا أقام الفونسو قائد الفرنج خيمة على قبره الآن !!!!!!!!
لقد استشهد وفي جيبه قارورة تحمل غبار معارك وفتوحات المسلمين
استشهد وجسده يحمل جروح المعارك التي خاضها لتشهد عند الله .. كل همه لقاء ربه ومعه ما يشفع له بدخول الجنة ..
موقف من مواقف الحاجب منصور :- يُسيّر جيشا جرارا لإنقاذ نسوة ثلاث :
جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار، ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد، وكانوا يدفعون له الجزية، وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم، فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار، وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة ، وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم فتعجب لوجودهن ، وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان .
وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديدا وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر، فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارا لإنقاذ هؤلاء النسوة ، وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جدا ملك نافار وقال:- نحن لا نعلم لماذا جئتم ، وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل ، ونحن ندفع لكم الجزية. وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم، واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات ، فقالوا: لا نعلم بهن، فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث ، فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن ؛
فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي ، ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا ، فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه الثلاث نساء .
آثــاره تنبيـك عـن أخـباره // حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله // أبدًا ولا يحمي الثغور سواه
كُتبت هذه الأبيات على قبره في مدينة سالم … رحمه الله وطيب الله ثراه ..

الخميس، 25 يوليو 2013

خطبة عمر عند بيعة أبي بكر

خطبة عمر عند بيعة أبي بكر 

قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زالت الشمس ، فأجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلجالسا إلى ركن المنبر فجلست حذوه تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلا ، قلت لسعيد بن زيد ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف ؛ قال : فأنكر علي سعيد بن زيد ذلك ، وقال : ما عسى ص: 658 ] أن يقول مما لم يقل قبله ، فجلسعمر على المنبر ، فلما سكت المؤذنون ، قام فأثنى على الله بما هو أهل له ، ثم قال : أما بعد ، فإني قائل لكم اليوم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، ولا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فيأخذ بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها فلا يحل لأحد أن يكذب علي ؛ إن الله بعثمحمدا ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، فقرأناها وعلمناها ووعيناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، وإذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف ؛ ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم ، وقولوا : عبد الله ورسوله ، ثم إنه قد بلغني أن فلانا قال : والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، فلا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها ، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين ، فإنه لا بيعة له هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ، إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا ، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة ، وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم ، وقال : أين ص: 659 ] تريدون يا معشر المهاجرين ؟ قلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، قالا : فلا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين ، اقضوا أمركم . قال : قلت : والله لنأتيهم . فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت : من هذا ؟ فقالوا : سعد بن عبادة ، فقلت : ما له ؟ فقالوا : وجع . فلما جلسنا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم ، قال : وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا ، ويغصبونا الأمر ، فلما سكت أردت أن أتكلم ، وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فقال أبو بكر على رسلك يا عمر ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم ، وهو كان أعلم مني وأوقر ، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته ، أو مثلها أو أفضل ، حتى سكت ؛ قال : أما ما ذكرتم فيكم من خير ، فأنتم له أهل ، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا ، ولم أكره شيئا مما قاله غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى إثم ، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر 

قال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها ص: 660 ] المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش 

قال : فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى تخوفت الاختلاف ، فقلت : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعته ، ثم بايعه المهاجرون ، ثم بايعهالأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة قال : فقلت : قتل الله سعد بن عبادة 

منقول من الكتبة الاسلامية .

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates تعريب : ق,ب,م